قصة ابنة الراعى كامله
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
راعي فقير كل ما يملكه أربع عنزات وكانت إمرأته تحلبها كل يوم و تصنع منها جبنا تبيعها في السوق وذات يوم مرض ولم يعد قادرا على العمل فأصبحت المرأة تخرج بقطيعها نصف يوم والنصف الآخر تخرج فيه إلى السوق.
وكانت دائما تحمد الله على نعمته رغم فقرها ومرض زوجها وكلما تجد نفسها وحيدة في المرعى تعودت أن تصلي وتدعو رب السماء لترزقها بجارية تؤنس وحدة أبيها و تساعدها في أعمال البيت وصناعة الجبن وكانت دموعها تنزل حارة على وجها وتسقط على الأرض وهناك نبتت شجيرة صغيرة عطرة الرائحة
أحد الأيام وقفت أمامها صبية فائقة الجمال تلبس ثوبا أخضر وتضع على رأسها إكليلا من أوراق الشجر خاڤت المرأة وقالت هل أنت إنس أم جن
فأمرت دموعك أن تتحول إلى نبتة فواحة إصنعي منها مرهما وادهني به نفسك سيرغب زوجك فيك هذه الليلة وسترزقين جارية لها لوننا وجمالنا وعذوبة أصواتنا.
أتمت الحورية كلامها وإختفت فجأة مثلما ظهرت تعجبت امرأة الراعي وإعتقدت أنها كانت حلما لكن لما نظرت إلى الصخرة التي تعودت أن تجلس عليها لاحظت وجود شجيرة غريبة الشكل تحتها
لقد كانت دائمة التفكير لهذا لم تنبه لها .قلعتها وشمتها فأحست بتوقد غرائزها قالت في نفسها لم أكن أحلم لقد إستجاب الله لدعائي
وقال أحس كأني في الغابة أشم رائحتها وأطرب لأصوات عصافيرها أراك اليوم جميلة هناك شيئ تغير هذه الليلة لقد إختفت آلام ظهري وأبدو أكثر نشاطا .
ضحكت المرأة وقالت من علمك الفصاحة
رد عليها رائحة العطر !!! إنها تنفذ في أعماقي ولن يطفئ اليوم عشقي إلا حضنك ...
في الصباح نهضت المرأة مبكرا لتكتشف أن كل شيئ رجع كما كان إختفت الرائحة العطرة ورجع زوجها يئن كعادته وعندما نظرت إلى بقية المرهم في الإناء وجدت أنه قد يبس .
بعد أشهر ولدت امرأة الراعي بنتا رقيقة أسمتها قمر الزمان أحبها أبواها وأعطياها كل الحنان كانت أمها تحملها معها للرعي فشبت بين المروج والغابات
وعندما بلغت خمسة سنين أصبح جمالها يسحر العقول وينزل شعرها الذهبي على ظهرها لكن أبوها لم يكتب له أن يراها تكبر وماټ حزنت المرأة وإبنتها عليه كثيرا فلقد أصبحتا وحيدتين الآن وعليهما تدبير أمرهما بنفسيهما
ويحدث أن تقل الفرائس فيهاجمون القرى القريبة ويأخذون قطعان الأغنام ومن وجدوه في طريقهم من البشر فهؤلاء يأكلون كل شيئ إذا رأيت أحدهم فأهربي ولا يهمك في العنزات
قالت قمر الزمان نعم أمي سأطبق نصيحتك.
في أحد الأيام كانت الجارية ترعى عنزاتها وإذا بها تسمع صياحا أهربوا ... أهربوا إنه الغول هرب الناس لكن هي قالت سأبحث عن مكان أختفي فيه مع القطيع فهو كل ما نملك ولو فقدناه سنموت من الجوع
كانت هناك مغارة صغيرة بين الصخور أمسكت عصا وضړبت العنزات وقالت أسرعن ليس عندنا وقت بلغت المغارة وأدخلتهن وإلتقطت بعض الأغصان لتسد المدخل
لكن ذلك لم يكف فرجعت وعندما إنحنت لتأخذ الغصن الأخير فوجئت بيد قوية تقبض عليها وترميها في جراب
قال الغول لقد تعلمت الناس كيف تهرب وكيف تحرس ماشيتها لقد جريت كل الصباح وانظروا ماذا إصطدت جارية صغيرة آكلها في وجبة واحدة المرة القادمة يجب أن أستعمل الحيلة
حمل الغول قمر الزمان إلى غار وسط الجبل كان مرتفعا على الأرض يصعد إليه بسلم عندما وصل أخرج الجارية وهم بذبحها لكن عندما رأى جمالها بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين