الرجل الابله

زوجته اشترى أشتالا جديدة ونباتات مختلفة بالرغم من نصائح الجميع انها لن تنجح ولكن صديقنا لم يكترث وبدأ يجرب فشل كثيرا ونجح ايضا في كثير من الاحيان بالرغم من لقبه بالابله إلا انه اصبح خبيرا زراعيا ساعدته زوجته في ترتيب اموره فقد كانت ذكية جدا وداعمة له أحبته وآمنت به وبأفكاره حزنت عليه في البداية كون الناس يدعونه بالأبله ولكن بعد ذلك آمنت به وآمنت ان زوجها ذكيا جدا وليس ابلها بالرغم من تصرفاته الغريبة .
اخترع واكتشف زراعات جديدة اصبح ثريا اشترى مزارع القرية والقرى المجاورة لم يكن لديه حس بالخۏف او التردد كان يخاطر ويفعل كل مايأتي له من افكار لم يخش الخسارة ولم يهمه استهزاء الناس به.
اصبح صديقنا الابله من اهم الشخصيات الاقتصادية في قريته والقرى المجاورة اصبح إقطاعيا كبيرا ساعده أبناءه بعد ان تقدم به العمر واصبح يصدر المحاصيل والمنتجات الزراعية لجميع أنحاء العالم .
في مقابلة مع صديقنا هذا وبعد ان بلغ من العمر عتيا سأله أحد الصحافيين عن سبب نجاحه بالرغم من ان الجميع استهانوا به وكأنو ينادونه بالابله.
قال اولا أنا محظوظ فقد خلقني الله مختلفا عن باقي البشر خلقني جريئا مغامرا احب العمل احب تجربة كل جديد لاأخشى الفشل أفكر وأنفذ فورا دون تردد اعتمد على من حولي ليساعدونني ولا أخشى استهزاءهم بي ولكني كنت
حريصا ولم اكن خوانا او سلبيا .
قال له الصحفي الصفات التي قلتها تشبه صفات رجال الاعمال الناجحين والمحظوظين !
قال لاأعرف ولكني اعرف أنني محظوظا كنت اعمل بجد ونشاط لم أفكر كثيرا وكنت انفذ سريعا كلما كنت افشل كنت احاول مرة اخرى ومرة بعدها حتى انجح .فإذا كانت هذه هي صفات الناجحين فلم اكن اعرف .
كثير منا يفشل وللأسف من كثرة التفكير والتخطيط وعدم القدرة على التنفيذ نفشل لأننا نفكر بالفشل قبل النجاح وكاننا نخاف من النجاح نفشل لأننا نستمع لآراء الناس نفشل لأننا لانمتلك الجرأة اللازمة .
قصة الابله هي قصة نجاح فغياب الخۏف لديه وعدم تأثره بمن حوله ساعده ليشق طريقه في النجاح .
قد يكون لقب صديقنا هو الابله ولكن في الحقيقة ان الابله هو من ينقضي عمره دون ان ينجز شيئا أراده بشدة وكان قادرا عليه .
دمتم بخير .